ملخص رواية النباتية | كيف لقرار شخصي أن يثير كل هذه الزوبعة.

ملخص رواية النباتية الحائزة على جائزة نوبل لعام 2024

 

1| ملخص رواية النباتية:

تدور أحداث الرواية حول امرأة تُدعى يونغ هاي، التي بعد أن غزت كوابيسها المزعجة لياليها، تتخذ قرارًا جريئًا بالتخلي عن أكل اللحوم والانتقال إلى نظام غذائي نباتي متطرف. هذا الخيار يمثِّل أكثر من مجرد رفض للوحشية الإنسانية؛ إنه يمثل سعيًا حثيثًا نحو تغيير الذات بعمق، حيث ترغب في أن تتناغم مع طبيعة النباتات، فتعيش ببساطة وتتغذى على الماء والضوء. يثير هذا القرار صراعات داخل أسرتها، مما يؤدي إلى تحولات عاطفية وجسدية غريبة في مسار حياتها وعلاقاتها.

 

2| معلومات عن رواية النباتية:

 رواية "النباتية" للكاتبة هان كانغ تُعتبر عملاً أدبياً كوريًا . صدرت الرواية للمرة الأولى في عام 2007، وحازت جائزة مان بوكر الدولية في عام 2016 بعد أن تُرْجِمَت إلى الإنجليزية.

وفي عام 2024، حصلت هان كانغ على جائزة نوبل في الأدب، مما زاد شهرة الرواية وأعمالها الأخرى. الرواية لا تناسب صغار السن ولا المبتدئين؛ بسبب ارتكاز بعض أحداثها على أمور خادشة للحياء و تتناول قضايا المرض النفسي وتأثير المجتمع من منظور مظلم. ترجمة دار التنوير تتكون من 223 صفحة.


3| رأيي عن الرواية:

 كما تعلمون قرائي أنا لا أقرأ آراء الآخرين عن أيّ رواية قبل قراءتها بنفسي؛ لأني أريد أن تتكلم الرواية عن نفسها، من خلال الملخص بالغلاف الخلفي- عنصر مفقود في الكثير من الكتب - ومحتوى الرواية؛ حتى أكون ١٠٠٪ حيادية تجاه الرواية في مراجعتي عنها.

هذه الرواية ظهرت أمامي في فعالية الكتبية، أخذتها لفضولي بمعرفة فحوى الرواية التي نالت جائزة نوبل للأدب لعام 2024 ، وبكل حماس بدأت بقراءتها، لكنني صُدمت بالأحداث!

الفصل الأول يتحدث عن تمرد هادئ للأخت الصغرى علّى ذاتها وحياتها بتبنيها حمية نباتية متطرفة، واجهت على عقبها ردة فعل عنيفة من محيطها، والغريب كان أن الفصل يُسرد من وجهة نظر زوجها، وهو ما جعلني استشف هشاشة زواجهم، وأنه إحدى مسببات ذلك التمرد، وتساءلت لماذا أغضبهم كونها أصبحت نباتية؟ فهو قرار شخصي لا أثر له على عائلتها ولا على زوجها المتخاذل بشكل يولد ردة فعلهم تلك؟

أما الفصل الثاني كان يُسرد من وجهة نظر زوج الأخت الكبرى. كان منظوره غريباً وما استشفيته بناء علّى كون الرواية نشرت في ٢٠٠٧ أنها تحكي عن الكبت الجنسي في مجتمعهم الكوري، وأنه مضاد للحرية الفنية! وبصراحة كان من غير المريح قراءة تلك التفاصيل الجنسية، أعلم بعد بحث أن هذه الرواية تقع ضمن تصنيف (Transgressive Fiction)  الذي يطرح شخصيات تتمرد على عادات المجتمع بأفعالها.

 لكنني عندما وصلت لهذا الفصل صعُب علي إكمال الرواية وتحليلها؛ لأنني شعرت بالنفور بعد قراءة تلك التفاصيل عن زوج الأخت وفُحش عمله الفني، وكنت قد قررت التوقف عن القراءة، لكن فضولي لمعرفة نهاية الأخت الصغيرة هو ما دفعني بعد فترة لإكمال القراءة. وبعد نهاية هذا الفصل راودني تساؤل ثاني: ما هي الحرية؟  لأن ترويج فكرة أن الفن حرية تعبير مطلقة أدى إلى ارتكاب زوج الأخت الكبرى فعلته الشنيعة تلك.

الفصل الأخير كان من وجهة نظر الأخت الكبرى، ويدور حول استمرارية الحياة وعدم امتلاك خيار التمرد، رغم ما اقترفه زوجها بالفصل الثاني، ورغم كونها ما أراده مجتمعهم من الزوجة الصالحة لم يجعلها ذلك تحظى بزيجة سعيدة،وكانت نهاية الرواية مفتوحة.

 ذكرتني هذه الشخصية برواية المسخ لكافكا التي تدور حول شخص كلف نفسه مسؤوليات كثيرة، فاتكلت عليه عائلته. وهنا راودني تساؤل ثالث: ما عدد المسؤوليات الصحي للفرد تحملها في حياته العائلية والزوجية، والتي تضمن عدم ترك مجال للكآبة  لتعكير صفو حياته؟ فالواقع لا يطابق قانون نيوتن الثالث، حيث إن أفعالك لن تتلقى ردة فعل مساوية لما بذلته للغير.

لاحظت أن التسلسل الزمني في السرد غير مرتب في آخر فصل، فبداية الصفحة تكون الأحداث بالحاضر ثم منتصفها ترجع إلى الماضي، ثم أجد بنهاية الصفحة تفاصيل لا أعلم هي للحاضر أم للماضي، وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة. بالإضافة إلى أن الرواية ينقصها الكثير من علامات الترقيم، التي أثرت في سلاسة قراءتي.

  

4|حواري مع الشخصيات:

 

للتذكير: هذا قسم أتحدث فيه بفكاهة وبغير حيادية عن مشاعري تجاه شخصيات الرواية؛ لأنني دائما أكون محايدة في قسم رأيي بالرواية.

  •  زوج الأخت الصغرى

من المفترض أن تكون ممتناً أن شخصاً منعدم الجاذبية والنضج مثلك حصل على زوجة رعته لسنوات! لم يكفِ أن كرشتك أتت من نظام أكلك المقرف مثلك! بل تجرأت بالجري مع كرشتك المقيتة بعيدًا عنها؛ بسبب كونها نباتية! 

  •  زوج الأخت الكبرى

أنت من المفترض حبسك في وحدة منعزلة عن المجتمع مع فنك الهابط، رغم امتلاكك امرأة مثل فلقة القمر تصرف على تُرهات فنك، تجرأت بارتكاب فعلتك الشنيعة تحت اسم الفن!

 ماذا تقول؟ كانت الفكرة ملحة عليك، ولا تستطيع عدم تجاهلها! وأنا الآن تلح علي فكرة ضربك حتى تغيير ملامح وجهك، هل يجب أن تجاهل هذه الرغبة أم لا؟ ما رأيك؟

أتمنى أفدتكم بهذه المراجعة التي لا تحرق القصة.لا تنسوا مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيدوا. ألقاكم في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.


1 تعليقات

  1. مراجعة جميلة وممتعة وزادت فضولي أكثر وأنا كنت ابغى اشبع فضولي بقراءة المراجعة عشان ما اقرأها بنفسي! لفتني تطور أسلوب السرد والتنسيق بالمراجعات عن السابق جدًا جميل واحترافي فعلًا مجهود تشكرين عليه

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال