السنة الماضية صادفت في قراءاتي شخصيات جعلت عيني بحجم الفنجان صدمةً من أفعالها. حواري مع الشخصيات هو أحد أقسام مراجعتي للروايات. استمتع بكتابته ومن تعليقاتكم جزمت استمتاعكم بقراءته، وهو قسم أتحدث فيه بفكاهة وبغير حيادية عن مشاعري تجاه شخصيات الرواية.
نبدأ بعدو كل قُراء رواية عداء الطائرة الورقية: آصف. لم أواجه شخصية بمسيرتي القرائية جعلتني أسترسل في الكتابة غضبًا عنها مثل شخصية آصف. أشارك معك النسخة المعدلة المنقحة مما كتبت عنه ونشرته في مراجعتي لكتاب عداء الطائرة الورقية لتأخذ فكرة عن شعوري تجاه أفعاله:
- آصف
شخص أهله فقط أنجبوه وتركوه دون تربية؛ ففعل ما يشيب له الشعر، ويقشعر منه البدن، لذا حكمت المحكمة التي أنا القاضي ومحامي الدفاع فيها بما يلي:
أولاً: زرع حصوات بالكلى بعدد ضحاياه ثم سجنه بزنزانة أصغر من مساحة الثلاجة.
ثانيًا: الاكتفاء بتقديم كوب من الماء يوميًا له، ويقدم له الكثير من الأطعمة المالحة والسكريات، حتى تزيد من فرصة بقاء تلك الحصوات في جسده.
ثالثًا: يُنشر في الجرائد المحلية والخارجية خبر عقوباته وموعد جلده، ويتكفل أبواه بمصاريف حضور ضحاياه موعد جلده العلني.
رابعًا: مدى الحركة المسموح له هو فقط عند أخذه لساحة السوق لجلده 100 جلدة، وعند الرجوع لا يتم مساعدته بالمشي. يسمح له بـ 5 دقائق فقط من المشي طيلة كل أسبوع من محكوميته التي تنتهي إذا أشرقت الشمس من مغربها. وهذه العقوبات قابلة للزيادة.
- جاك
الشخصية التي جعلتني شاكرة أكثر للإسلام ولصلاة الاستخارة التي تسبق القبول بأي خاطب مهما كان "يطيح الطير من السماء"، فلو استخارت غريس في رواية خلف الأبواب الموصدة؛ لعاشت في سبات ونبات. هذا ما كتبته عنه في مراجعتي التي لا تحرق الرواية:
كنت أعتقد آصف في عداء الطائرة أسوأ شخصية مرت علي، لكن تعرفت عليك بهذه الرواية. حكمت المحكمة التي أنا القاضي ومحامي الدفاع فيها بما يلي:
يُحكم على جاك بالحبس مع آصف في زنزانته التي بحجم الثلاجة. ولا تجد المحكمة أيّ مشكلة في تكرار سكب الخل عليه طيلة مدة محكوميته، حتى يتبين للكل نتانة شخصيته التي توجد خلف جماله.
- جو
قرائي هذه إحدى شخصيات نساء صغيرات، وكنت مستمتعة بالقراءة عنها لكونها محبة للقراءة مثلي، ثم تفنجلت عيني عندما قررت بدلاً من الزواج برجل تعرف أخلاقه وذا دخل ممتاز، اختارت الزواج برجل على أعتاب الخمسين وعلى وشك أن يصبح تحت خط الفقر، غير أن "أخلاقه بخشمه"! أين المنطق؟ أين أطباء علم النفس؟
- سلطان بن بدر
بداية الرواية كنت ابني ذا المنصب المرموق، حافظ القرآن، الشهم الذي تتمناه ألف بنت، لكن! بعد ما وهبك الله تلك الزوجة التي هي نعمة لم تشكر الله عليها -في بداية زواجك- تحولت إلى سليطين وتبرأت منك.
أعلم أنك واجهت الكثير من الخسائر بحياتك منهم حدثت بسبب وظيفتك، لكن! شخص بخبرتك في الاستخبارات يعي ضرورة الفصل بين العمل والمنزل. معاملتك لها تستحق عليها فلكة تقطع رجليك. ما صدمني وأغضبني أنك بعد ما علِمت ببراءتها لم تتغير معاملتك لها!
- ديم
أكثر شخصية أردت هزها حتى يختلط مخها هي: ديم في ليلة ماطرة. تخيل قارئي أنها كانت على بُعد خطوة من النجاة من 3 قاتلين أصابوها بإصابات بليغه، لكنها رجعت إلى الخطر من أجل قطة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قارئي سؤالٌ مهم تُجيب عنه لأستطيع الاطمئنان عليك: هل تختار إنقاذ نفسك من مجانين سيقتلونك، أو المخاطرة بروحك لإنقاذ قطتك المحبوبة منهم؟
إذا تتساءل لماذا هذه الشخصيات الروائية جعلت عيني بحجم الفنجان صدمةً من أفعالها، أقرأ مراجعتي للروايات التي وُجدوا فيها دون حرق لأحداثها من هذه القائمة بالترتيب التي ذكروا فيه هنا:
- عداء الطائرة الورقية.
- مراجعة كتاب خلف الأبواب المؤصدة.
- الجزء الثاني من نساء صغيرات.
- مراجعة لكل من قرأ رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي.
- مراجعة رواية ليلة ماطرة. أكرر قارئي سؤالي للاطمئنان عليك: هل تختار إنقاذ نفسك من مجانين سيقتلونك، أو المخاطرة بروحك لإنقاذ قطتك المحبوبة منهم؟
Tags:
مقالات
هههههههههههههههه!
ردحذفاضحكتيني يا هالورينا كثيراً، من اطرف التدوينات التي قرأتها مؤخراً، اتابعك و اتابع مراجعاتك عن بعد و لم اتعمق كثيراً في مدونتك و الان اود ان اقرأ كل ما كتبته من اول تدوينة الى اخر تدوينة!
و الله لا اتمنى ان اكون مكان آصف، فقد انزلتِ عليه سوط عذاب، و خيالك في التعذيب واسع يا هالورينا! اتفق معك فقد كان شخصية مرعبة، و كل ما ذكرته لا يعادل جرمه الذي ارتكبه!
لم اقرأ باقي الروايات، اشعلتي في الحماس ان اقرأهم و استفتي قلبي في جورهم و جرائمهم، و بالطبع سأعود اليك لأوافيك برأيي فيها!
شكرا يا هالورينا على الضحك الذي اهديتيني اياه في هذا الصباح، ابهجتيني الله يسعدك!