اكتسبت كتب تطوير الذات شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث يسعى القُراء
للحصول على إرشادات حول النمو الشخصي وتحقيق النجاح. ومع ذلك، لا يستمد كل قارئ
الفوائد المتوقعة من هذه الكتب، لذلك أصبحت من التصنيفات غير المفضلة للعديد منا.
في هذه التدوينة، بعد قراءتي للعديد من كتب تطوير الذات، ومراجعة بعضها هنا
بالمدونة. أشارك معكم قٌرائي خمسة أمور تفسر سبب فشل كتب تطوير الذات في تحقيق
هدفها في مساعدتنا. وأهدف إلى تسليط الضوء على أمور منعتنا من الاستفادة من هذه
الكتب، وكيف نستطيع الاستفادة بأقصى قدر ممكن من الكتب الجيدة في تنمية الذات.
جميعنا نرجو من قراءة كتب تطوير الذات إيجاد أجوبة على تساؤلاتنا، لكن لكل
فرد منا نقاط قوة وضعف وظروف فريدة. ولذلك غالبًا ما تفشل الكُتب في إجابة أسئلتنا
المحددة، على الرغم من أهميتها كنقطة انطلاق. لذا لا نستطيع تكييف المعرفة
المكتسبة من الكُتب مع مواقفنا الشخصية، فنجد صعوبة في تطبيق نصائحها بفعالية.
2- معلومات كثيرة ونصائح متضاربة:
إن مجال تطوير الذات واسع ومتنوع، ويقدم للقُراء عددًا كبيرًا من الخيارات.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي العدد الكبير من الكتب المتاحة في هذا المجال إلى صعوبة في
فهم المعلومات والتنقل بين النصائح المتضاربة والاستراتيجيات المتناقضة. لذا من
الضروري أن نختار الكتب بحكمة معتمدين على عنصرين:
- موثوقية الكاتب ومصادر معلوماته.
- توافقها مع قيمنا وأهدافنا الشخصية.
3- قراءة النصائح دون تطبيقها:
أحد الأسباب المهمة وراء عدم الاستفادة من كتب تطوير الذات هو الفشل في
ترجمة المعرفة المكتسبة منها إلى تطبيقات قابلة للتنفيذ في حياتنا.
غالبًا ما توفر هذه الكتب نصائح واستراتيجيات قيّمة لتحسين الذات، ولكن من
الضروري تطبيق هذه المفاهيم في سيناريوهات الحياة الواقعية. وبدون التنفيذ العملي،
نفشل في الحصول على النمو الشخصي المرجو.
4- مقاومة التغيير:
النمو الشخصي على أيّ صعيد، سواءً كانَ مهنيًا أو صحيًا أو اجتماعيًا يتطلب
ترك بعض عاداتنا، واستبدالها بأخرى جديدة علينا. بسبب ذلك في كثير من الأحيان نحن
لا إراديًا نقاوم التغيير، رغم رغبتنا فيه. وما نحتاج إليه هو الانضباط الذاتي.
5-غياب الانضباط الذاتي:
يتطلب تطوير الذات بذل جهد متواصل، والانضباط الذاتي هو صبرك على رؤية نتائج
ملموسة واستمرارك رغم تقلبات مزاجك، وعدم فعل ذلك يعيق حصول النمو الشخصي الذي
تريده.
أيضًا المشاركة في المناقشات مع الأفراد ذوي التفكير المماثل، أو الانضمام
إلى مجموعات تشاركك اهتماماتك، أو تحديد أهداف واضحة يمكن أن توفر الطريقة والحافز
اللازمين لتحقيق أقصى قدر من الفوائد المكتسبة من كتب تطوير الذات.
في الختام يمكن أن تكون قراءة كتب تطوير الذات تجربة تغير مجرى حياتنا،
ولكنها تتطلب انضباطاً ذاتياً وتنفيذًا مدروسًا.
ومن خلال إدراك أسباب فشل كتب تطوير الذات في تحقيق هدفها في مساعدتنا،
يمكننا اتخاذ خيارات حكيمة واستخلاص الفوائد المقصودة من هذه الكتب.
إن التأكيد على تطبيق ما تمت قراءته، واختيار ما يتوافق مع قيمنا وأهدافنا
الشخصية، وامتلاك انضباط ذاتي هي خطوات حاسمة نحو تحقيق ما نريد من قراءتنا لكتب
تطوير الذات.