ملخص ومراجعة كتاب ألف شمس ساطعة.

 

 

1| ملخص كتاب ألف شمس ساطعة:

مريم وليلى، امرأتان مختلفتان كالليل والنهار، لكل منهما رؤيتها الخاصة للحب والأسرة، ولكن يجمعهما الحرب القاسية والفقد المؤلم في ذلك البيت الواحد. ومع تصاعد الأخطار التي تهدد حياتهما - سواء في بيوتهما أو في شوارع كابل المشؤومة - يتلاشى الخلاف بينهما وينشأ بينهما رابطة قوية كأخوة، تغير مجرى حياتهما بشكل جذري.

2| معلومات عن ألف شمس ساطعة:

العجيب أن خالد حسيني كتبها في أثناء ما كانت عداء الطائرة الورقية تزداد نجاحًا، ونشرها في 2007، أيّ بعد تقريبًا 3 سنوات من نشر عداء الطائرة. (يمكنك قراءة مراجعة لا تحرق قصتها هنا)

النسخة التي لدي هي الطبعة العربية الحادية عشر الصادرة من دار جامعة حمد بن خليفة عام 2022. من ترجمة إيهاب عبد الحميد. تتكون من 543 صفحة.

3| رأيي بالرواية:

الرواية تدور حول الصداقة والحب والتضحية. سرعة وتيرة الأحداث لم تعجبني، كان هناك الكثير من المرور الزمني، وأشعر أن خالد حسيني فعل ذلك لرغبته التركيز أكثر على ما كان يحدث في أفغانستان بفترة السبعينات إلى بداية الألفية، غير أن انتقاله من قصة مريم إلى ليلى لم يكن سلساً.

هذه الرواية أثرت فيني أكثر من عداء الطائرة، وبنظري لا تناسب أقل من 18 سنة؛ لتناولها مواضيع ثقيلة كتعنيف المرأة، وتطرف طالبان في الدين وأولاد الزنى.

الرواية مليئة بشخصيات رجالية يكرم عنها الحذاء. من رشيد إلى وكيل وكبيرهم كان جليلاً. ما يضحكني أنهم جميعهم يرددون أنهم رجال شُرفاء وأفعالهم أبعد من ذلك.

من المحزن بهذه الرواية وُجود مجتمعات تعتبر الرجل صالحاً للزواج فقط لامتلاكه مصدر دخل -حتى لو كان فتاتًا كحالة رشيد- ومنزل. ماذا عن أخلاقه؟ نوبات الغضب ليست شامة يولد المرء بها، بل مشكلة يجب معالجتها. ماذا عن صلاته؟ هل يتعاطى؟ كيف يعامل الإناث بعائلته؟ وهذا أهم من كل الأشياء المادية الزائلة.

مريم كانت الشخصية التي اعتصرت قلبي ألمًا. كان بإمكانها أن تكبر ببيئة أفضل في أفغانستان، لكن أباها لخجله منها نفاها. كقارئه شعرت بقِلة حيلتها وجدران عادات المجتمع التي تضيق عليها، فتكتم صوت الـلا التي تُريد نطقها. في حالة مريم نسبها الذي لا يد بها فيه وأيضا أبوها قليل الدين الذي عزلها عن حياته بسبب "ماذا سيقول الناس عنه" كان العامل الأساسي الذي جعلها تعيش في بيئة سامة عندما تزوجت.

لماذا لا تنهي المعنفة علاقتها مع من يعنفها؟

رشيد زوج مريم كانت يعرضها لأشد أنواع الضرب والإهانة، لذا كنت أستغرب كيف أنها بعد كل تلك السنوات لم تحاول حتى الهرب! وبعد بحث اكتشفت يا قُرائي أن هذا سلوك معتاد من الإناث المعفنات. لماذا؟ العديد منهم لا يستطيعون الهرب بسبب: الخوف المتجذر بداخلهم من الذي يعنفهم، أغلبهم ربات منزل لا يوجد لديهم مصدر دخل، أيضًا وجود عادات ومجتمع لا يساند المرأة كحالة مريم في أفغانستان وحكم طالبان المجحف بحق النساء الذي بكلمة من رجل-حتى لو كذبًا- يستطيع أن يتسبب بقتلهم. هناك أسباب أخرى عديدة، ولكن هذه ما شعرت أنها تتوافق مع حالة مريم.

مريم شخصية أتمنى ألا يوجَد مثلها على أرض الواقع، لكن بعد بحث اكتشف أن هناك العديد من مريم. بحسب دراسة أجريت في 2017 تصل نسبة المعفنات من قِبل أزواجهن في أفغانستان إلى 50,8%. الله يرأف بهم ويكون بعونهم.

طموح وحب ليلى للتعلم يذكرني بنفسي وعدم الوصول لذلك الطموح يصيبُني بالأرق في ليالي كثيرة. كِلا الشخصيتين حاربت بطريقتها المختلفة، ولكن كانت صداقتهم جميلة، وأحببت القراءة عنهم.

هذه المرة لم تكن نهاية الشخصيات مرضية ونهاية مريم كانت غير مرضية أبدًا لي، لذا كقارئة رأت كل شيء أنا سأقرر عقوبة كل شخصية آذتها.

4| حواري مع الشخصيات:

للتذكير: هذا قسم أتحدث فيه بفكاهة وبغير حيادية عن مشاعري تجاه شخصيات الرواية؛ لأنني دائما أكون محايدة في قسم رأيي بالرواية.

• مريم

تستحقين السعادة، وتستحقين امتلاك أحلام وطموحات مهما كانت صغيرة، لكنك يا عزيزتي ولدت ببيئة تقدس كلام الناس على الدين، وهذا ما جعلك تعتقدين أنه لا مفر مما تعانين منه.

حكمت المحكمة التي أنا قاضيها على:

• المدعي المنافق، القبيح خُلُقًا وخِلقةً: رشيد

بما يلي:

أولا: أكل جميع وجباتك مخلوطة بحصى. يمنع منعًا باتًا معالجة أسنانك في حال تعرضت لأذى.

ثانياً: تُربط على جذع شجرة بفناء منزلك يوميًا ما عدى وقت النوم. يحق لكل أنثى في منزلك وفي الحي تفريغ غضبها عليك، سواءً بصفعات تخلع ضروسك، أو ركلك حتى ينطفئ غضبها. يمنع منعًا باتًا عليك في تلك الأثناء التعبير عن ألمك حتى ولو بتغضن بسيط في جبينك؛ وإلا سيتم وضعك بالخارج ثم يسمح أيضا للرجال بالتفريغ عن غضبهم مع تمديد عقوبتك لسنة أخرى.

ثالثا: كل أسبوع بعد صلاة الجمعة تُربط كالمعزة خارج دكانك للأحذية، ويسمح  للنساء استعمالها وتفريغ غضبهم عليك. يسري المنع المذكور بالأعلى أيضًا هنا.

رابعًا: تنتهي عقوبتك هذه عندما تمسك نجم سهيل.

via GIPHY

• حكمت المحكمة على المدعي قليل الرجولة والشرف: جليل، بما يلي:

أولاً: تصادر جميع ممتلكاتك هكذا دون أيّ سبب. تنتقل ملكية كل شيء تحت اسمك إلى دار رعاية الأيتام  بكابل.

ثانيًا: يتم تطليقك من جميع زوجاتك، وتمنع من الزواج بأخرى.

لن تهتم المحكمة بأي طلب تخفيف لندم المدعي؛ لكون أفعاله تثبت عكس ذلك، لذا تنصح المحكمة أن يغطس ندمه بالماء، ويعمل منه شاي.

• وكيل

لدناءة ما فعلت ببناتي بالرواية يحكم عليك: بـ 50 جلدة في أشد ساعات الظهيرة حرًا.

• طارق

نعم أنت أهون شخصية روائية بألف شمس ساطعة، لكن ما فعلته ذنب لذا حكمت المحكمة عليك بما يلي: الجلد 50 جلدة مع المهبولة التي فعلتها معك.

5| اقتباسات أعجبتني من ألف شمس ساطعة:

1. من بين المشقات كلهن التي يواجها الشخص لا شيء أكثر عقابًا من فعل الانتظار.
2. أن تمتلك ثم تفقد أكثر إيلامًا من ألا تمتلك أصلاً.
3. حتى الشخص الملدوغ من أفعى يستطيع النوم، ولكن ليس الجائع.

أتمنى أفدتكم بهذه المراجعة  التي لا تحرق القصة.

لا تنسوا مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيدوا.

ألقاكم في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.