Designed by macrovector / Freepik |
توجد معايير توضع بالاعتبار قبل تحديد أيّ خيار هو
الأفضل، منها: السعر، تأثيرها على صحة النظر، الاستدامة. سأذكر تلك العوامل لك وحدد
بنفسك بنهاية المقال ما أفضل خيار لك كقارئ: الكتب الورقية أم الكتب الإلكترونية؟
الكتب وصحة نظرك
قراءة أكثر من مئة صفحة من شاشة الجوال أو "
الكيندل " دون استراحة يصيبك بصداع في حاجبيك يدفعك لإغلاق عينك للتخفيف منه.
هذا يسمى إجهاد العين الذين يحدث بسبب أولاً الأشعة الزرقاء المنبعثة من الشاشة،
وكون عينك لم ترمش نتيجة لاستمرار انبعاث هذه الأشعة.
الأجهزة أمر لا مفر منه لذا عندما أريد
الاستمتاع بقراءة كتاب/ رواية بجلسة واحدة دون انقطاع سأختار.. كتابًا ورقيًا؛ لأنني
أكتب وأُدقق تدويناتي على جهاز لذا أُفضل الكتب الورقية التي لا تمنع عملية الرَمَش المحافظة على رطوبة العينين حتى في وجود ضوء طبيعي أو إنارة بعيده عن مسار نظري.
وأتفهم أن هناك من يفضل الكتب الإلكترونية لتوفر خيارات غير موجودة في نظيرتها الورقية، منها: تغيير نوع الخط وتكبيره مع إضاءة ليلية ونهارية تسهل القراءة وتقلل من إجهاد العين، أيضًا تمكين الكتب الإلكترونية قارئها من امتلاك أكثر عدد من الكتب دون شغل مساحة في منزله.
رغم كل تلك المميزات يُنصح
الأطباء بارتداء نظارة ذات عدسات مانعة للأشعة الزرقاء عند العمل والقراءة من الأجهزة
للمحافظة على النظر، وما زلت تحتاج لتحديد فترات استراحة أثناء القراءة.
الكتب تؤثر عل نومك بشكل سلبي أم إيجابي؟
المفاجئ لي بعد البحث بذلك اكتشافي الكتب الإلكترونية
أيضًا تؤثر على بعض وظائف الدماغ، مثل: تذكر المعلومات ومدى تركيزك. الكتب
الورقية لا تعيق الدماغ من تذكر المعلومات ولا تؤثر على مدى تركيز القارئ ، وهو
نقيض ما تفعله القراءة من جهاز إلكتروني، فبناءً على دراسة أجرتها جامعة ستافنجر
في النوريج على 50 قارئًا تم اختبار مدى تذكرهم لبعض تفاصيل قصة
قصيرة، استطاع الذين قرؤوا الكتاب الورقي الإجابة بينما الذي قرؤوا الكتاب الإلكتروني واجهوا صعوبة في التذكر والإجابة.
وبالنسبة للتركيز- وهو ما أشعر أنه نعمة ونقمة – توفر
الكتب الإلكترونية خيار البحث عن معاني مصطلحات لم تفهم معناها، وهو ما يكسبك
معرفة ولكن بنفس الوقت يشتتك عما كنت تقرأ.
بعد الانتهاء من قراءتك ماذا تفعل بالكتاب؟
الاستدامة
بتعريف عام هي الحفاظ على الموارد الطبيعية بإعادة تدوير ما نمتلكه، والتقليل من
الطبعة الكربونية- انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون- التي تزيد من ثقب الأوزون المضر
بالبيئة، والحديث عن الكتب من هذه الناحية يطول ولكن هنا سأذكر لكم المختصر بهذا
الصدد.
قد تتفاجأ قارئ مدونتي العزيز أن الكتب الإلكترونية
تساهم في زيادة انبعاث ثان أكسيد الكربون، فهي تُقرأ على أجهزة تستهلك عملية صُنعها
مقدارًا لا يستهان به من الطاقة التي تُصدر انبعاثات ضارة على طبقة الأوزون وتلوث الهواء،
لكنها تقلل من استهلاك المخزون الطبيعي للأشجار على الأرض.
أعلم أننا لا نمتلك طريقة كأفراد لحل ذلك، ولا يخفى عليك قارئي العزيز أن الكتب الورقية تقلل من عدد الأشجار التي تلعب دورًا مهمًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتزودينا بالأوكسجين مع وظائف أخرى مهمة في دورة حياة الكائنات في الطبيعة؛ مما يسبب اختلالاً في التوازن البيئي.
حتى لو تمت إعادة تدوير الكتب المطبوعة لن نستطيع من خلال ذلك استرجاع الشجرة المقطوعة، وبعد بحث استخلصت أنه لا يوجد إجابة واضحة عن أيّ الخيارين سيكون داعمًا للاستدامة أكثر من الآخر.
هل يجب أن أتخلى عن وجلة الغداء لشراء كتاب؟
الكتب العربية الإلكترونية قليلة، لكن سعرها رخيص جِدًا
مقارنةً بالمطبوعة الورقية. الروايات والكتب الورقية تبدأ أسعارها من 40 ريالاً فما
أعلى، وكلما ازدادت الصفحات واشتهر اسم الكاتب كلما زاد معها السعر، وان اخترت
الشراء عبر الإنترنت فتكلفة الشحن تجعلك تتردد في إكمال عملية الشراء.
إذا كنت تنوي
مثلي قراءة 50 كتابًا بالسنة تحتاج إلى 2000 ريال من ميزانيتك -الغير مليونيه-
للكتب باعتبار أن سعر كل واحد منها 40 ريالاً، لذلك أسعار الكتب والروايات كشخص يراجع كثيرًا من الكتب تجعلني أفكر: "هل اتغدى اليوم أم اشتري كتاب لمراجعته؟"
إذن ما الحل هل نتوقف عن القراءة!
لذا أحب إعارة الكتب لغيري أو بيعها هنا ؛ لأنني أريد أن أساهم في تحقيق الاستدامة على مقدوري وأشعر من الظلم
الاحتفاظ بها على مكتبتي يتراكم فوقها الغبار دون جعل غيري يقرأها، وانتظر في كثير من
الأحيان أكواد الخصم لشراء الجديد مما أريد من الروايات.
بعد قراءة المقالة
قارئ مدونتي العزيز ما هو ما أفضل خيار لك كقارئ: الكتب الورقية أم الكتب
الإلكترونية؟
ولا تنسى إرسال هذه المقالة لقراء أخرين.