كنت أعتقد أنه من الجلي فهم أهمية حرق جذور العنصرية،
لكن بعد قراءتي لشفرة بلال اكتشفت أنه شيء تواجد منذ قديم الزمان، خصوصاً العنصرية
ضد السود.
لأعطيك مقتطف عن العنصرية في زمن الجاهلية، الأشخاص
السود كانوا يعتبرون أقل منزلة من العرب وكانوا يعتبرون مملوكين من قبلهم، وعملية
تكاثرهم تحدث لسبب واحد فقط، زيادة لمصادر المال لمالكهم.
اتى الأسلام و حطم أصنام الجاهلية حول الكعبة والأصنام
التي بالصدور من عنصرية، فمن أساسيات الإسلام أننا كلنا عبيد لله، كلنا متساوون عنده،
ما يفرق بيننا هو فقط مقدار إيماننا به عز وجل، وهو مقياس غير ظاهري و لا يعلم به
إلا الله.
هذه الحقيقة هي التي جعلت بلال يحتمل أذى الصخرة
التي وضِعت على صدره كل ظهيرة حارقة، ثم سحبه بعد ذلك من قِبل الصبيان على رمال
مكة، لثنيه عن دينه.
لكن للأسف ما زالت أصنام العنصرية تعيش بدواخل الكثير
، و ما زالت تتناقل من جيل لجيل. هنا بالفضاء الالكتروني الكل ضد العنصرية لكن ما أن
تُطفأ تلك الأجهزة ونجتمع وجهاً لوجه تظهر تلك العنصرية العفنة.
أظن أن احتراقي لهذه القضية بسبب صديقة ذات بشرة
سوداء بالابتدائية، لا أعلم تحديداً بسبب ضبابية ذكرياتي هل قد رأيتها تتعرض للفظ
عنصري أو كان معايرة الغير لها بسبب شعرها المجعد، لكن ما أذكره أن رؤيتها كذلك
جعلت طبيعتي الهادئة كطفله تتغير لطفلة مستعدة لإسقاط أذنيك بكلامها لو أخطأت تجاهها و تجاه من تُحب.
مطالبتي بمحي العنصرية ليست باستحالة السلام العالمي،
من البديهي أنه فكر جاهلي. كيف يحق لك يا من خلقت من تراب أن تتعالى على غيرك ممن
خلق من نفس تربتك.
(يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد،
ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود
على أحمر إلا بالتقوى)
هذا ما قاله الحبيب محمد ﷺ ،لا
يحق لأي أحد أن يبث سم عنصريته بوجه شخص اخر لأنه يعتقد بأفضليته.
العنصرية بأشكالها هو موضوع لا أستطيع فهم كيف لإنسان أن يتفق معها ، هي قضيتي ببساطة لأني أومن أن لا يحق لأي أحد أن يؤذي غيره بلفظ أو
يمنعه من شيء لأن البشرة السوداء بأعراف المجتمع تقع في أسفل التصنيف.
أؤمن بحرية الفرد بالتعبير عن أراءه أو اعتناق
فكر ،وأيضاً حرية النقاش بتحضر عن أفكاره لكن يجب علينا كلنا أن نمتلك نفس الرأي
عندما يتعلق الأمر بالعنصرية. حقيقةً لا يسعني فهم كيف لشخص يعتقد أن له الأحقية
بالتصرف بعنهجية فقط بسبب لون جلده، جنسيته، أو قبيلته.
كلماتي المشتعلة غضباً بهذه التدوينة سببها حوار خضته
مع عدة أشخاص ذكر به عدة ألفاظ عنصرية ،ولما أخبرتهم عن كون ما قالوا يعتبر عنصري
كان ردهم: هذا الي تعلمتيه بتويتر! وعندما حاججتهم بالمنطق الذي ينافي العنصرية وبذكر
بلال بن رباح، قالوا لي:
كيف تقارنين صحابي مثل بلال بأصحاب البشرة السوداء
الان!
بكل بساطة رددت على ذلك بأية: (إن أكرمكم عند
الله أتقاكم) ليس لون جلدك ولا نسبك بل مدى تقواك هو معيار الأفضلية عند الله.
هل تريدوني أن أصدمكم أكثر بماذا انتهى النقاش،
انتهى النقاش باعترافهم ان العنصرية نعم فعل سيء لكن المجتمع يؤمن بهذه الفكرة ومن
الصعب تغيير ذلك.
اكتشفت أيضاً أن من أسباب تبني البعض لفكر
العنصرية هو كونهم يشعرون بعقدة " النقص تجاه الذات " ولأجل طمأنته أنفسهم
يستحقرون غيرهم حتى يشعروا أنه برغم من كل ما بهم من نقص على الأقل هم ليسوا ذوو
بشرة سوداء.
ما هي عقدة النقص تجاه الذات؟
الشعور بالنقص تجاه الذات شعور ذاق
علقمه الكثير منا، أسبابه عديدة منها بسبب الوضع المعيشي أو حتى الوظيفي. ينقسم
الناس عند معالجة هذا الشعور لقسمين، منهم من يكرس وقته للنجاح بمجال كنوع من
التخلص من هذا الشعور، والقسم الآخر هم من يغرقون بهذا الشعور ويلقون اللوم على كل
شيء إلا أنفسهم، وبذلك هم يؤذون الآخرين فقط لتعويض هذا النقص.
لا يحق لأي أحد أن ينعت غيره بألفاظ تنمريه عنصرية.
الاعتقاد بدونية أصحاب البشرة السوداء فكر خاطئ، جملة يجب أن تنتهي بنقطة، لا فاصلة
و يتبعها جملة تحتوي على " حرية " لتبرير الاستمرار بالعنصرية في بعض
الأمور .