1| نبذة عن رواية في قلبي أنثى عبرية:
تدور أحداث الرواية بين عرب يهود ومسلمين يضطرون على التعايش مع بعضهم البعض رغم الأوضاع السياسية الشائكة حولهم. الرواية كانت أولى روايات الكاتبة خولة حمدي وعلى خلاف ما لحِقها من روايات، أحداث في قلبي أنثى عبرية لم تكن منسوجة من خيال الكاتبة بل مبنية على قصة حقيقية، هذه المعلومة شجعتني أكثر لقراءة الرواية غير أني أحب روايات الكاتبة التي سبق وكتبت عنهم مراجعة.
[لقراءة المراجعات أنقر على اسم الرواية : غربة الياسمين ، أن تبقى .]
بعد الانتهاء من قراءتها أستطيع القول بأنها تدور حول حقيقة أن الأغلب كان يعيش بانسجام مع الديانات الأخرى قبل أن تنثر السياسة بارود النزاع والحرب. يتملكني الفضول لمعرفة نهاية شخصيات الرواية على أرض الواقع، هل كانت كما ذكر بالرواية أم لا؟ وما هي أحوالهم الآن؟
لكن أثناء القراءة لم يعجبني تنقل الكاتبة بين الحاضر والمستقبل، لأن التنقل كان يحدث بشكل عشوائي دون تمهيد فأحتاج لقراءة الصفحة مرة أخرى لمعرفة سير الأحداث وأعزي ذلك لكون هذه الرواية أول ما كتبت خولة.
- أحمد
يذهلني كيف لشخص أن يتمسك بقضية لدرجة المخاطرة بروحه، قد يصفه البعض بطائش لكن أن يختار الشخص أن يكون هو التغيير بدلاً من انتظار الغير للتصرف سمة أشعر أنها شبه خيالية.
- ندى
نشأت بين عائلة يهودية ومسيحية وعلى الرغم من أن الكل كان متدين كانت تجلس معهم على طاولة واحدة دون مشاكل، فلم تجد من مانع من إدخال مسلم لتلك الطاولة وذلك كان نقطة تحول حادة بحياتها.
- حسان
ما فعل بأواخر فصول الرواية جعلني على وشك إخراجه من صفحات الرواية لقلع عينيه، لولا أنه أنقذ نفسه بالتصرف الصحيح بالنهاية.
- ريما
انثى بريئة تجرعت الكثير ونضجت مبكراً نتيجة لذلك ، رغم أني أعارض صمتها عن ما حدث لها لكن أحسدها على قوة إيمانها.
- دانا
إنسانة تعيش على مبدأ حلال علي وحرام على غيري, لكل شخص حرية اختيار ما يريد ما دام اختياره يؤثر عليه وحده، الأخت دانا لم تتفهم ذلك. ومساعدتها لأختها لم تكن إلا: زادت الطين بلة.
- سونيا
إنسانة حكمت على عقيدة كاملة من تصرف شخص فكرهت كل معتنقي تلك العقيدة، ولنكن واقعيين جميعنا ننهج هذا المبدأ على الرغم من أننا كمسلمين نتعرض للتميز بسبب تصرف البعض منا.
Tags:
مراجعة كتاب
Spoilers warning
ردحذفانا شاب لبناني، من جنوب لبنان، منطقة قلب الرواية. و أعلم مرارة الحرب اللبنانية-الإسرائيلية من اهلي و أقاربي و المجاهدين القدامى بعد ان داهمتهم طلائع الشيخوخة و بان في سحناتهم التعب و النضال و جهد الأيام الخوالي .
عندما بدأت بقراءة هذه الرواية، لم أستطع التوقف. استذكرت قصص المجاهدين الذين ابتعدوا عن أهاليهم و عائلاتهم التي أسمعها بين الحين و الآخر، كنت أقرأها و أستذكر كيف كانوا يخفون ذهابهم إلى ساحة القتال عن امهاتهم ، و إصرارهم على هزيمة جيش الكيان الاسرائيلي المتوحش رغم قلّة عددهم.
كنت أقرأها و أستذكر وصايا الشهداء بالتمسك بالجهاد و عدم الإستسلام، و الحفاظ على قراءة القرآن كما أوصى أحمد ندى، و ب....
كنت أقرأها و استذكر قصص نساءٍ استقبلت جثمان حبيبها و فلذة كبدها مهنئةً إياه بوسام الشهادة و دموعها ممزوجة بدموع الفرح و الحسرة، و نساء تنتطر قدومهم كما كانت تفعل ندى.
كنت أقرأها و أستذكر صور المدن المدمرة.. المدن التي ستعمَّرُ من جديد و أطياف شهدائها تطوف فوق مبانيها، تماما كما رأت ندى أطيافهم في المستشفى بعد استشهاد ريما.
كنت أقرأها...
كنت أقرأها في الجنوب، امام الروابي و الوهاد المشتاقة إلى وقع أقدامهم، و الأشجار التي نمت على سيل دمائهم، و يحن العشب لمواقع شهدائهم...
قرأتها و بكيت، بكيت كثيرا. أبت عبراتي أن لا تتحول لدموعٍ تسيل على وقَعِ الرواية.
قد يستغرب البعض على ما ركّزْتُ في الرواية، و لكني اليوم أعيش بين أولئك الذين بذلوا أرواحهم و أجسادهم لنعيش اليوم باطمئنانٍ و أمان، في حين أنه لا يزال الكثير منهم يعاني من جراحة حتى اليوم، و لهذا السبب ركزت على هذا الجانب.
كانت رواية جمياة جدا، و مشاعرية أيضا، أشكر الكاتب على إطلاعنا على قصة ريما و أحمد و ندى. كان فيها الكثير من العِبَر و ذكر القرآن..
قد يكونان أحمد و ندى الآن في إحدى القرى القريبة من قريتي إن كانا لا يزالان في لبنان. رغم الأوضاع السيئة التي يعيشها اللبنانيين اليوم، إلا أنني أتمنى من كل قلبي أن يكونا بخير في أمانٍ مرتاحين.
رحم الله الشهداء و ريما...